الثلاثاء، 23 فبراير 2010



طفولتي ساحرة ،

عذبة ، ..

سرمدية ـ ,,


،

لا أذكر بالضبط ماكان عُمُري يومها ،
إلا إني واثقة إني كنتُ بين الرابعة والسادسة /

،

كانَ يوماً ماطراً ،
شديدَ البرودة ،
رأيته وقد انعزل عن الجميع ،
يحدّقُ بالمَارّة ،
يبتسم لهذا وتلك ،

/


تتبعته بنظراتي ،
حتى تلقيتُ ابتسامة منه !
هرولتُ إليه ،
عرفتهُ على نفسي ،
وعرفت اسمه
حسن !
هكذا قال .. ثم سَكَت ،

/

صرتُ ألاقيه يومياً ،
أجلب له الحلوى ،
أجُّرُ له كرسيه ..
أقص عليه من قصص والدتي ..
حتى أدمن الجلوس معي ،


،



كانَ لي وحدي ،
أكره أن يلتقي مع الفتيات ،
أكره أن يحادث من أكره من الصِبيَه ،
فيسير في خطي المستقيم ،
كيفما أشاءُ أنا
فأحبتته أكثر ،

،


حتى عرفتُ يوماً
إنه من الطائفة الأخرى ،
فتركته ،

وصرتُ أستمتع بنظرات الحزن المنبجسه من عينيه الصغيرتين ،

.
.

الاثنين، 22 فبراير 2010

جاري البحث ، !

(1)

لم يكُن يحُّب العِطر .. فأحبه ، ولم يكن يتقن الرّقص .. فأصبحَ راقِصاً ، ولن أُخبِرَكم عن بغْضه الشديد للزهر ، حتى أصبح زهريّ الحياة ، ثم لن أقصّ عليكم حكاية السيجارة التي لم تكن تختفي من بين سبابته ووسطته ، حتى اختفت فجأة !

تلاعبتْ بِهِ كَما تُلاعِب الرَّحَى الطاحونة ، كانت هي المرأةُ الأولى التي روضّت أجبر رجلٍ على الأرض _ هكذا كان يُردد _ ، أكان السر في قامتها / أنوثتها / وجهها / تقاطيع جسدها ، أم قلبها الذي صبَّ عليه الحُبّ صبّا .. ؟

هي الزيجة الأولى التي قضى فيها شهراً ونيف من عمره ، ثُمّ .. ، ثم ماذا يا زيد ؟

(2)

استقى جرعةً من نبيذه ، أغلقَ عينيه ، اسندَ ظهرهَ بالكامل على الكُرسي الجلدي ، تأملتُه لبرهه من الزمن ، تقاطيعهُ لم تتغير ، وكأن الزمن الذي لا يتوالى عن سرق أعمارنا ، قد عجز عن سرقة عمر هذا الرجل . فتح عينيه على عجل ، استسقى جرعةً أخرى ، وأردفَ قائلاً ( ثُم ماتت ! ) .
أعلم إنها ماتت .. وأعلم إنك انت سبب موتها ، إلا إنّي أجهل تفاصيل الحادثة .. حدّقتُ بهِ مطولاً ، دون أي اكتراثٍ منه ، امسكتُ يده قبل استلامه لكأس النبيذ ، مررتُ أصابعي بين أصابعه .. و همستُ فيه ( تتزوجني ؟ )

(3)

قهقه الشيطان في داخلي ، المرأة التي تطلب الرجل للزواج ، من تكون ؟ شحّاذة .. ؟ ساقطة .. ؟ لا ، هي ليست كذلك ، إنّها ذكيةٌ جداً لتستولي على رجل صديقتها ، علّها تريدُ أغاضتها في قبرها !
ابتسمتُ في غير العادة ( موافق )

(4)

تزوجنا وكنتُ أبحث عن منال زوجتي الأولى في منار زوجتي الثانية ، علّ الجناس الناقص في الاسمين ، سبباً لقبول هذهِ الصفقة . اسرَفَتْ في الاختيال بمشيتها ، حتى وصلت حيثُ أنا ، باغتتني بقبلةٍ مفاجئة ، لم تنتظر ردة فعلي ، اسقطت رأسها على صدري ، خفضتُ بصري ، نزعتُ رأسها .. احتضنتُ وجهها بيدين مرتعشتين ، قربتُها من وجهي ، طبعتُ قُبلةً على جبهتها ، بحثتُ فيها عن خجل منال ، رقتها .. همستها ، ابتسامتها على الأقل !
نفرتُ منها سريعا .. أكملتُ اقفال بقية أزرار بِجامتي، وقبل خروجي حدّثتها ( أنتِ طالق )

(5)

هي طبيعة الرجل التي تجعله يبحث في كل النساء عن زوجته الأولى ، لم تجعلني استكين عن البحث وقد ناهزتُ الستون عاماً ، وما زال البحث جاري !

السبت، 13 فبراير 2010

لعنة الحُب !

مضت خمسُ سنين ويوم وساعةٍ وصفر من الدقائق ، على آخرِ سنةٍ ويومٍ وساعةٍ ودقيقة قد جمعتنا ، على آخِرُ ذكرى صدى صوتٍ انطلق من حُنجرتي ، كانَ آخر ما تقلقل بهِ لِساني " يا علي " وأنا عالقةٌ بين السماواتِ والأرضون أطيرُ بسيارتي واتشقلبُ معهُ في كرنفال سيركٍ عظيم ، حتى إذا ما هوينا .. تحاشد الناس من حولنا ، بشفاهٍ متقلقلة ، وردودٍ مهما كانت مُختلفة شكلياً ونطقياً ، إلا إنها مُترادفة المعاني ، تنجرُّ جراً في سياقٍ واحد .

- لا اله الا الله
- لا حول ولا قوة إلا بالله
- أقول ليكم ما جفت اثنين يحبون بعض مثلهم ، وش بصير فيها لو درت ان رجلها مات !
- حسبي الله عليش ، طلعي برا لا تسمعش

إذاً فعلي مات ! مات علي ؟ فتحتُ عيني على عجل ، زجَرتُهن ، وَبَّختُهن ، أمرتهُن بالخروج دون عودة ، نعَّتُ من نَعَتُ بالسَفَلَة ، و أخريات بأشنع وأقبح الألفاظ والعبارات ، فَتَفَارنن كالقطط السوداء ، وأنا أبكي وأبكي على صدرِ إيمان .
مهلاً .. ! هذا ما كان من المفترض أن أفتعُله . غيرَ إنّ صوتي سَرَقَهُ عليٌ وذهب ، ليسَ صوتي وحده ، إنّما قلبي / دموعي / وطفلي الصغير ، وكلُ ما جمعناه من سنين حبٍّ ووئام . سأتركهُم في عنايته ، فحريٌّ عليَّ أن يبقى وحيداً مستوحشاً دونما أنيس .

صفقةٌ واحدةٌ من يدينِ صغيرتين كانت كفيلةً بإعادتي إلى الواقع ، ( صدت العمة سرحانه ! ) تابعت جملتها ببضعٍ قهقهاتٍ بريئة وتتطايرت كأريج الرياحين ، هي ريحانة إبنة أخي . تتطايرتُ معها أنا الأخرى ، ظفرتُ بإمساكها ، فكُنتُ استحقّ قبلةً من شفتيها الصغيرتين .
- عمه عمه .. ماما بتسافر اليوم .. والبابا زعلان وااجد .
هي لعنة الحُبّ التي حلّت على آل يوسف ، ماذا ورّثتَ أبناءك يا أبتي .. ؟ آهٌ عليكَ يا أخي من بعد إيمان . أتذكر في سنةٍ من السنوات ، جُنَّ جُنونه ، إثر سفر إيمان للحج دونه ، ولم يسترجع عقله / عافيته / جوارحه ، إلا بعد عودتها . فما حالُه هذهِ المرة ! كُنتُ اتابع ما يجري في هذا البيت بسكونٍ وهدوءٍ تام ، هذا ما كانَ يُمكنني من حلّ أكثر المعادلات صعوبة ، فأنا أتكهن ما سيقولون ، وما سيفعلون ، وغالباً ما أصيب . أن تكون ثرثاراً طيلة الوقت ، يُبعدك عن النباهه والفطنة ، ربَما لهذا قدّر الله أن أقضي بقية حياتي دون ثرثرة .

بينما ريحانه تقُصُ عليّ أقاصيصها ، وإذ بنفحة إعصار ..! لا ، لم يكن إعصار ، إنّهُ أخي ! ، حمّل حقيبة السفر المسنودة أمام الباب الرئيسي ، قذفها للداخل ، صاحت فيه إيمان !
- شقااعد تسوي !!
- ما أضن انش بتسافرين يا ايمان
- محمد !!
- إيمان !
- اللي تبيه بصير ، بس هد اعصابك !

ابتسمتُ لهم ، فهذا أخي ، وهذهِ إيمان ، وهذهِ أنا وتكهناتي التي أصيب بها للمرة الألف .

الخميس، 11 فبراير 2010

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

رفاق

صَحَوّتُ من سُكرتي ،

أتفاجئ بُدنيا مُخيفة ،

ذئابٌ ، وثعالب ، كُنتُ أعِّدهم رِفاق !

الاثنين، 8 فبراير 2010

عندما اضع ورقةً وقلماً ،
وأبدأ في سطر أولوياتي في الحياة :


فُلان ..
فُلان ..
فُلان ..


لاشيء غيره !

عَفَن

فاحت رائحة النفوس في قريتي ،
فقيل عنها نتنه ..
بحثوا عن المصدر ،
فلم يجدوه ..
فاتهموا المجاري !

أحكامُهم باطلة إذ إنها منبعثة من ضمائهم المتعفنه !

الأحد، 7 فبراير 2010

الاعتراف بالذنب خالتي فضيلة ..

- يجب أن تكونَ أكثر وعياً يا أخي ، أخبر أمي إنك كَذِبت ، فالاعتراف بالذنب فضيلة !
- ومن هي فضيلة ؟
- خالتي فضيلة ، ألا تعرفها ؟
- أختي هل الاعتراف بالذنب خالتي فضيلة ؟

قالت " نعم " ، وراحت تلعب مع رفيقاتها ، أما أنا فبدأتُ أصافِفُ أغلاطي .. لأعترفُ بها أمام والدتي .. فالاعتراف بالذنب خالتي فضيلة كما قالت أختي عاتكة . أمسكتُ القلم بيدي اليُسرى ، فأنا ( عسماوي ) كما أخبرتني أختي .. أما يدي اليُمنى فكانت منهمكة في شقلبة الدفاتر المكتضة برسمات وخربشات عاتكة ، أبحثُ عن بياض صفحة .. فلا أجد ! ، حتى أخذ مني اليأس مأخذه ، ولم أجد بياضاً غير بياض الحائط المُغري ، وهو يشير إليّ بإصعبهِ .. يدعوني لخط اعترافاتي على ناصيته .

سمّيتُ بالله ، وصليتُ على نبيه محمد صلى الله عليه وآله ، كما علمتني عاتكه ، وبدأتُ أخِطُّ ما اقترفت . الخطيئةُ تلو الخطيئة ، بدايةً بتلاعبي بصلاة الفجر ، وشربي للماء خلسةً نهار رمضان ، وسَرقَتي لحلوى أخي جواد ، إلى أن انتهيت عندَ كذبتي على والدتي صباح اليوم .

ابتسمتُ في نفسي ، وأسرعتُ لملاقاة أمي .. رأيتها في مكانها المُعتاد .. تحومُ كالفراشة بين أخوتي الثلاثة المُقعديّن . قَبّلتُ رُكبتها .. فهي طويلةٌ جداً .. لا أطولها ، ابتَسَمَتْ واقتلعتني من على الأرض باللين ، قَبّلَتْ جُفوني ، وطَلَبَتْ مني الرحيل مخافة ازعاج أخوتي النائمين . أَبَيّتُ وطلبتُ منها ملاحقتي .. فكانت لي طائعة .

وصلنا إلى قريب محكمة الاعترافات ، اغْلَقَتْ عينيها بطلباً مني ، إلى أن وصلنا إلى موقع الحدث ، فَتَحَتْ عينيها على مهل ,, حتى توسعتا بالكامل .. ليس عينيها فقط ، بل ثغرها كان يتسع شيئاً فشيئاً .. حتى صرخت " ماهذا يا مُحمد !!! " . لم تنتظر الجواب ، فقد كانت يدها تلطمني ، تضربني بلا استحياء ، حتى هويتُ في حُجر أختي عاتكة , تشبثتُ بها وبكيت ، حتى تبللت وانزعجت من دموعي .

كانت هي المرة الأولى التي طبقتُ فيها تلك المقولة " الاعتراف بالذنب خالتي فضيلة " ، المرة الثانية عندما كبرتُ قليلاً ، كُنت حينها في الرابع الابتدائي ، عندما حضرتُ أول مجلسٍ للغيبة في حياتي .. أمرتُ صَحبِي بالمعروف , ونهيتُهم عن المنكر ، وبضرورة توبتهم لله ,, كما إن الاعتراف بالذنب خالتي فضيلة ! ,, فشاطو ضحكاً ..


شاطت عاتكة ضحكاً أيضاً لمّا قصصتُ لها ما جرى .. لِمَ يا تُرى ؟

الجمعة، 5 فبراير 2010

رائحةُ الطفولةِ لا تَكُفُ عن مُداعبةِ أَنفي ،

حتى تُحرّض جميع حواسي على الحنَين ،

فأنا أتذوقُها ،

أرمقُها ،

ألامسها ..

حين أشتهي ، وحين لا أشتهي ،

،

مؤلمة قد تكون ،

ومنعشةٌ أحياناً أكثير ،

،

استفيق من غفلة نفسي ..

على ضجيج الأطفال ،

وأسرح في هلوساتِهم ،

،

ماذا لو كان عقرب الساعة يسير بالمقلوب ،

أعني بذلك أن يتجه لناحية الغرب ،

أليسَ مُثيرا .. ؟

أ لستَ مُشتاق لصباك ؟

ثم مراهقتك ..

ثم طفولتك ،

ثم حضانتك ،

تتلذذ حلاوة رضعاتك ،

إلى أن تصل إلى خلد أمك ،

تسبح في بركة ضيقة المساحة ،

،

حتى تكمن في العدمْ !

الخميس، 4 فبراير 2010

بالصوتِ الرخِيم .. بالحُزنِ الشفيفِ بالأعيُن ,, بالظِلالِ تَمتدُ أسفَل الرمُوش الحزِينَة
بالشوقِ ،
بالحبِ ،
بكل شيئٍ ..
تنتشلني ابتسامتك ،
ابتسامتك المبتورة الحزينة ..

- صبحكم الله بالخير
.

مُقتبس من روية " ارتطام .. لم يسمع له ذوي "

،

أيُّ صباحٍ هذا .. ؟

أتراني مستصبحة بغرتك اليوم .. ؟

كُنتُ أتمنى ، لو لا إنّي لن واثقة بأني لن أستيقظ إلا بعد أن أستشعر حدة الشمس ، وأثق بكونها وصلت لـ 90 درجة !

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

أخيراً تيقنت بأن لا شيء يستحق الاهتمام المتناهي الكامل ،

لا شيء يستحق تفريغ كُلّ أجزاء الذاكرة فيه ،

لا شيء يستحق المُكابدة والمعاناة العصيبة

نعم ، أخيراً تيقنت ،

بأن لا شيء في هذا الوجود .. { كأنت !

الاثنين، 1 فبراير 2010

الكأس الزُجاجيّ



أحاديثهُم لم تكُن لتخرُج عن نطاقِ العائلة لو لم أقُم بكسر الكأس الزُجاجي الواقع أمامي على الطاولة ، وأتظاهر بالخوف على نفسي وعليهن من بقايا الزجيج المتناثرة حول الأريكة ، فَبَدَأَتْ كلُّ واحدةٍ تُهرولُ فزعةً خائفةً على نفسها وجسدها من أن يُخدش بفعل الزجاج ، فأقبل عند ذلك عُمال المطعم وسارعوا في جمعِ ولملمةِ الزجيج .

إلا إنَّ لذة الحديث لم تجعل من الضوضاء سبباً لنسيان محور الحديث ، فما أسرع أن عُدنَ متقابلاتٍ يتبادلن أطراف الذم والمديح ، فهذهِ تقول أبي بخيل ، وتلكَ تقول أبي سخي لحد الهَبَل ، وأنا بين حديثِ الواحدة تلو الأخرى أوزعُ ابتساماتي ، وأوحي لهنَّ تصديقي وتأثري بمقولاتهن .

حتى صدمني سؤال إحداهُن : وماذا عن والدكِ يا غَسَق ؟

البديهي هو أن أجيب عليها " أبي مات " ، إلا إنّي أسقطتُ كأساً زُجاجياً آخر ، وعمّت الفوضى في المكان مرةً أخرى ، وبنفس الهلع والجزع تفاررن صديقاتي ، وبنفس النشاط تسارعَ عُمال المطعم ، أما أنا صِرتُ أتخذ من الكؤوس حُججاً لأتهرب من الأحاديث الثقيلة ، متى ما شئت ، ومتى ما صعبت عليّ الإجابة .