الجمعة، 22 يونيو 2012

حظ للبيع





ألعقُ ما بقيَ من حلوى في أصابعِ جُمجُمتي، أذيبُ مَعَها سُكّراً كانَ عالقاً قبلَ خمسِ سنين. الأول / الثاني / .. أتذكّرُ ذاتِ الرُقعة المشبوهة .. وكيفَ لي أن أنسى وقد حَفِرتُ خَندَقاً، دفنتُ فيهِ "نونٌ" جعلتني سَيَان ..!

يومها، كُنتُ أصرخُ بصوتِ جُمجُمتي: " حظ للبيع، حظ للبيع "، ولمّا اجتمعَ السوقُ لصراخي، أعدت: " حظ للبيع، للبيع حظ "، ولم أكتفِ، شرعتُ للتعريفِ عن بضاعتي: "حظٌ فازَ في سباقِ الدراجاتِ سَبعاً، لم يخسر لعبة قمارٍ قط، تعرضَ للمشنقة، وفُلِتَ مِنها ثلاثاً! ".

ألعقُ إصبعيَ الثالث بحلاوة، أتذكّرُ قبلَ ثلاثِ سنين، كيف اعتقلتُ اثر اغتصابِ ثلاثةِ صبية، حُملتُ يومها على المشنقة، نجوتُ منها بانقطاعِ الحبل مرة، واحتراقِ البلدة مرتان. لكلِ الأسئلة التي تبدأ ب كيف؟ .. هذا حظ!

ألعقُ الرابعَ، أتلذذ، تماماً كأربعِ السنواتِ الراحلة، كُنتُ كُلّما ألقي ورقة على الطاولة، ارتدت حُزمة!. ألعقُ الخامِس سريعاً، كدراجتي الهوائية، حينَ تخَطّت حاجز الفوزِ سَبعاً.

أسحبُ قطعةَ حَلوى أخرى، أقرّبُها من فَمي، أسمعُ صراخَ جُمجُمةِ أحدِهِم: " حظ للبيع .. حظ للبيع " .
.
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق