الجمعة، 22 أبريل 2011

أهرب ..!




للجبان 36 حلاً، فيما أنه يختار ويحبب حلاً واحداً فقط ألا وهو الهروب ..

على نفس المساق تتسابق الحكومات العربية لتصفية أمورها وتسوية أوضاعها عامةً في شتى المجالات، ولعلَ آخرها تلكَ الفتوة التي حرمت التظاهر، ونسفت كل ما علمونا إياه في مناهجهم ومدارسهم، بل إنها تعدت ذلك ونسفت الآيات والأحاديث المتوارثة عن الصحابة والصالحين، من مختلف المذاهب، والتي جاءت نقلاً من رسولنا الأعظم محمد (ص)।

يا سادتي أين ذهبَ حديث أبي إمامه، الذي حفظناه عن ظهر قلب في المدارس، والذي نصَ على وجوب قول كلمة الحق عندَ سلطانٍ جائر। إذ يقول: أتى رجل رسول الله (ص) وهو يرمى الجمرة, فقال يا رسول الله أي الجهاد أحب إلى الله؟ فسكت عنه حتى إذا رمى الثانية عرض له, فقال: يا رسول الله, أي الجهاد أحب إلى الله؟ قال: فسكت عنه, ثم مضى رسول الله (ص) حتى إذا اعترض الجمرة الثالثة عرض له, فقال: يا رسول الله, أي الجهاد أحب إلى الله؟ قال " كلمة حق تقال لإمام جائر". بل علمونا بأصرح من ذلك في حديثٍ للرسول (ص) قال: " إذا تهيبت أمتي أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُودع منها " .

المتابع لقرارات الحكومات العربية التي تتخطى ما بين المد والجزر/ القمع والحوار/ القتل والسلم/ يدرك جيداً بأن مثلهم مثل الجبان ॥ يترك حلول التسوّية ليختار من بينها الحل الأمثل ( الهروب)। وأبسط الهروب هو التشريع في الدين ..! تعبنا و تورمت حناجرنا ونحن نخبرهم بأن السرقة حرام، وهم لا يتوانون على سرقة مالنا/ أراضينا/سواحلنا. تعبنا و تورمت حناجرنا ونحن نناديهم بأن الخمر والعربدة حرام! وهم يزيدون في إقامة المراقص. تعبنا وتورمت حناجرنا ونحن ندعوهم لحقن دماء المسلمين! وهم يستوحشون في استباحة الأرواح أكثر من سابقاتها. تعبنا وتورمت حناجرنا ونحن ننهيهم عن استباحة بيوت الله، وهم لا نلتمس منهم أي هوان في سحق مسجدٍ أو حرق قرآن! وبعد هذا وذاك يأتي شيخنا الجليل في عام 2011، حيث عقول البشر انفرجت على مصراعيها، ليفتي لنا بأن التظاهر حرام !!

أخشى أن يأتي زمنٌ يحرِّمون فيه الصلاة .. لحاجة في نفس يعقوبهم !