السبت، 1 نوفمبر 2014

من يكون الحسين؟


حين تكون صادقاً، تستطيع بسهولة كبيرة أن تجيب على أصعب الأسئلة، حتى تلك التي تفتقر إلى الذوق. التي تخالط واقعاً لا يعني الآخر بشيء، تخالط خصوصياتك التي لا يمكن للآخرين أن يمسوها بهمس. تستطيع اقحام ألسنتهم كأشرس ما تكون، وكأسخف مايكونون. حين تكون صادقاً فقط.


أسخف سؤال واجهته قبل اسبوع أو أكثر، لم اتمكن من اجابته. يسألني أحد المحسوبين على المذهب الجعفري، المحدث بال (update) المطور جداً: " انتم حين تذهبون لزيارة الحسين (ع)، تقضون في كربلاء ما يقارب الاسبوع وأكثر، لا يصيبكم ملل؟ وسط قذارة الطريق، ورداءة المسكن؟"


شعرتُ حينها بطاقة الديجتل الرقمية في حين ان كل التعابير الظاهرة تأخذ شكل خطوط الطول التي تظهر على رأس (ماروكو)، أعلم بأني لا أملك الحق على قذفه بأيٍّ من الحاجيات التي كانت على الطاولة، أعلم أنَ منصبي الفقير إلى منصبه المهني، لا يسمح لي بأن أفجر غيضي/ أن أصرخ فيه على الأقل. أن أدس سؤاله في بلعومه أو حتى في بنات أفكاره.


في حين أن وقت صلاة قد حان، أجبته: بأن الله يناديني، فالسابقون السابقون. يالله.. في الحب الذي يتهافت عليه الناس، في العشق الذي يذوبون فيه، يتمنون نظرة من أحبتهم، وأجزم بأنهم يتمنون أكثر من ذلك. فكيف يسألون إذا كنا قد مللنا قرب الحسين؟ ألا يعلمون من يكون الحسين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق